بكل فخر أقدم لكم احدى قصائد أستاذي العزيز
عبد الرحيم الخصاربعنوان
يد سوداء تدفعني من الخلف
بعد عشر سنوات من النسيان
لم يتغير شيء
أنت صرت زوجة في قفص
و أنا صرت كهلا بلا جدوى
لازلت كعادتي أشرب الشاي
و أكتب قصائد عن الحب
و عن رغبتي في أن يتغير طلاء الحجرة
لقد دسست أزهارا كثيرة بين الكتب و الأوراق
أعرف أنها لن تنمو
لكنها على الأقل ستطرد اليأس من قصائدي.
إنني أقف كشبح وسط الرتاج
أستلذ بما حولي
و بالأشياء التي لم يتح لي من قبل أن أراها
و حين يغمرني الضجر
أستحضر روح جدي وسط الخراب
و البرد و الصقيع و الجدران التي هدتها الصاعقة
و أصرخ بأعلى ضجري في الريف:
لست جدي
أنت جد الجدار، و جد الحظيرة
جد حقل يابس من القمح
جد الهضاب و التلال و الأهوار
لست حفيدك
أنا حفيد أفكاري
حفيد المرامد و الليل و الأرق
حفيد فزاعة تخاف من ظل طائر جبان
و حين تنتهي التميمة
و يختفي طيف جدي
أعد جرارا فارغة
و أجلس أرقب المدافن
أنتظر أن يصعد الذهب من الأرض.
إنني أهذي
لكن وعيي حاد مثل معول
و إذا ما بدوت لك أدنو من الجنون
فلآن يدا سوداء تدفعني من الخلف.